الجمعة، 2 مارس 2012

تماسكي يا هذه الأشياء ..ما حان زمان التساقط.






تماسكي ياهذه الأشياء .... ما حان زمان التساقط
صحوت كعادتي كل يوم وصليت الصبح كعادتي ومن ثم عدت الى فراشي مرة اخرى ايضا كعادتي ولا شيئ غريب حتى الآن.
استغرقت في النوم قرابة الساعتين او الثلاث ساعات لا يمكنني الجزم بذلك وبعدها استيقظت ، كان اول ماوقعت عليه عيناي منظر الجدار المهترئ بالقرب من سريري وحول هذا الجدار ومنظره البشع دارت الكثير من التساؤلات والافكار المحبطة وكنت كلما راودني سؤال لم أجد له جوابا أشحت بناظري عنه تفاديا لسيل اخر من الاسئلة ولكن سرعان ما أعود لحالة التأمل آنفة الذكر.
حاولت عدة مرات العودة لسباتي ولكني لم أفلح في ذلك وبقيت رغم أنفي مستيقظة  ، كنت شاردة الذهن  وانا مستلقية على ظهري بعد  ان حاصرتني اسئلة الجدار  فوجهت بصري صوب السماء لأشاهد مسرى الغيمات غدوا ورواحا علّي اجد متسعا وتهدأ نفسي الثائرة ولكن هيهات ، فبعمق تلك السماء تعمق التفكير وتسارعت  وتيرته  صرت وكأني الاحق شيئا ما لم ولن أصل اليه.
بوهن واضح واستياء بالغ نهضت عن فراشي ووقفت على قدماي وبدأت اسوي الفراش ولايزال عقلي يضخ الأسئلة التي بت اتجاهلها  ،وبخطى" ثقيلة وهمة باردة سرت نحو الحمام نظفت اسناني ونضحت بعض الماء على جسدي المتهالك وتوضأت ، نعم توضأت وضوء الصلاة ولا اعرف تحديدا أي صلاة كنت سأوديها...عجبا".
دخلت غرفتي وارتديت عباءة الصلاة و....جلست على الكرسي قبالة النافذة  ، كانت هناك مرآة امامي  حملتها ونظرت الى تلك الفتاة ،أغمضت جفناي وفتحتهما مرتين  لأتأكد مما أرى . من هذه الفتاة ؟ أتراني جننت ؟أم لازلت نائمة؟!
أين تلك الابتسامة الجميلة ؟ وأين تلك النظرة الوادعة ؟ وأين ذلك الحسن الطفولي البريء ؟كل هذه الاشياء اختفت ، محيت تماما"  ما عاد لها أي أثر ولكأنها كانت خرافة او محض خيال وحلت محلها  عيون واجمة غلفها حزن طاغي وشفتان ملتصقتان  ساكنتان ترفضان الحركة  فصار مجموع ما رأيت وجه ذا سمت جنائزي  كئيب .وحينها تقافزت كل تساؤلات الجدار الى عقلي مرة اخرى في آنٍ واحد  وهذه المرة لا مفر من الإجابة إلا الاجابة نفسها  .
اغرورقت عيناي بالدموع وبدا سيل الاسئلة ... من انا ؟ نزلت دمعة .ما الذي اريده نزلت اخرى ، كانت لي فيما مضى حياة وان كانت روتينية ، على الأقل ما كنت أستغرق كل هذا هذا الوقت لأجد نفسي .
صدقوني ما عدت أدري من أنا ؟ لم يعد لدي ما يؤكد وجودي  حتى التفكير  لم يثبت أنني موجودة كما قال آينشتاين  ،لأنني و ببساطة لا أملك ما أفكر فيه لا ماضي ، ولا مستقبل ، ولا حاضر ...! لست من هواة الأحلام ولا أجيد التفاؤل  ،كذلك لا أراجع ما مضى ولا أندم على ما فعلت ، وأعيش اللحظة كما فرضت علي ، إذا" فيم أفكر ؟؟
حسنا"....
وجدتها .! سأفكر فيّ ، أجل هذا صحيح سأفكر في نفسي وما وصلت إليه حالتي ، لم ياترى أنا مكتئبة ولا أبالي ؟ لم أشعر بهذا الفراغ الهائل؟ لم توقفت عن ممارسة هواياتي المفضلة ؟ ما الذى أبعد عني السعادة ووهبني التعاسة ؟ هل لأنه لم تعد هناك جامعة ودراسة وامتحانات بعد التخرج ؟ هل إبتعادي عن صديقاتي هو السبب ؟ أم  عدم وجود هدف هو ما أوصلني لهذا المنعطف الخطير ؟ رحماك ربي ...!
في الحقيقة كل ما سبق هوالسبب ... لأنني اعتدت على نفسي  وأنا تلميذة ولم أعد كذلك ، تناسيت أن الحياة سلسلة من المراحل ولابد أن أمر على كل مراحلها والآن أنا في المرحلة العملية من حياتي ، مرحلة العطاء دون مقابل ، ويجب علي أن أعيشها بكل تفاصيلها ، أما عن صديقاتي .. هن موجودات وان اختلفت طرق التواصل بيننا  ويكفيني انهن يشاركنني نفس الذكريات التي تنقذني من وحدتي وترسم على شفاهي ابتسامة كادت أن توارى الثرى وينصب عليها سراديب العزاء ، ولعمري انه أصدق تواصل.
والآن صار هدفي ...الإستمتاع بحياتي الجديدة لأقصى درجة ممكنة ، واثبات أنني موجودة ولي مكان في خارطة البشرية  ، سأحاول بكل ما أوتيت من قوة وأمل أن احقق أهدافي و أنا اعلم تماما" أنني أستطيع ذلك ...!
لتلك الابتسامة .. ولك ياقلبي الوجل  .. ويا فكري المرهق ..وخاطري المثقل بالجراح .. ولك ِ يا عيناي الدامعة .. أقول :
تماسكي يا هذذ الأشياء .... ما حان زمان التساقط

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق