السبت، 24 مارس 2012

ما بيني والشجرة..



عندما إشترى والدي منزلنا الحالي كان مجرد قطعة أرض لاشيء فيها غير الحجارة

وأول ما فعل هو أنه غرس شجرة ظل قبالة الباب مباشرة .

ولدت أنا في هذا المنزل و كبرت مع الشجرة لعبت تحت ظلها وشكوت لها وتسلقت فروعها 

من غير كل ولا ملل .

اليوم صار للشجرة 24 أو 25 عام ، وفي كل عام من أعوامها هذه عندما يأتي الشتاء 

تتساقط أوارقها و تجف فروعها وتكاد  تموت إلا أنها تحيا من جديد.

وهذا ما حدث هذا العام أيضاً في بداية الشتاء بدأ موسم تساقط الأوراق وقد أتعبتني 

كثيراً لأنها تحيل باحة المنزل لغابة مفروشة بالأوراق الجافة.

كانت تساقط كل يوم كمية مهولة من أوراقها ورويداً رويداً بهت شكلها و صارت عجفاء 

قبيحة المنظر ، واختفى ظلها و إنكمش فيها ،تساقطت كل الأوراق حتى الفروع الصغيرة

التى تحمل الوريقات .

لا أحد يشعر بما تشعر به شجرتنا الغالية كما أشعر بها أنا ، فأنا تتساقط أيامي و أحلامي

مثل أوراقها تماماً ، إلا أنني ليس لي موسم تساقط وآخر للإزدهار.

لكن اليوم بدا لي جلياً عظمة شجرتي الغالية ، فهي رغم فقدها الجلل إلا أنها لم تتظلم أو تشتكي

مثلما أفعل أنا ، ورغم خسارتها الفادحة تبقى آملة مبتسمة للحياة ،كلما  خسرت وريقة إزدادت

تشبثاً بالحياة .

ومع فجر كل يوم تبتسم وهي تستقبل الصباح في تسبيح دائم وذكر لا ينقطع..

ما أعغطمهـــــــــــــــــــــــــــــــا!!

أما أنا فقد خسرت الكثير من أحلامي ومع كل خسارة أتراجع خطوات للوراء وأفقد شيئاً من

متاعي النفسي والمعنوي.

أستقبل الصباح الجديد وكأنه ما مر يوم وإتقضى ،أرى كل شيء أسود لا فرح ولا بهجة ولا فرق

عندي أن أشعر أو لا..

كانت هذه منذ ساعات إحدى نسخي "الكئيبة ، المتشائمة" .

ولكن شجرتي غيرت كل مفاهيمي علمتني كيف أتعاطى الحياة ،كيف أبتسم رغم الألم و الفقد

والخذلان ،وكيف أن مع كل حلم يسقط ينبت آخر ،و كل أمنية تموت تكبر أخرى .

علمتني أن خالقنا ما أخذ إلا ليعطي أفضل .

شجرتنا الآن بدأت تخضر ،وتزهر وغداً تعطي نواراً ، وأحلامي أيضاً بدأت تخضر ،وأيامي تحلو

وعالمي صار عماراً .

شجرتنا الآن أجمل و أزهى وأحلى ،،و أنا الآن متفائلة دون خوف أو حذر خضراء  باطناً وظاهراً

ممتلئة حمداً وشكراً و أمل ومبتسمة للفجر القادم كما الشجرة..

... I  live again


ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق