السبت، 24 مارس 2012

إنها تشبهك ..





جدتي الحبيبة :

ذهبت لرؤية صديقتك الوحيدة "خميسة" فقد أصيبت بكسر خطير في قدمها اليسرى.

ذهبت إليها لأستشعر وجودك بها ، ذهبت لأراك أنت فيها ، لأرد لها جزءً من معروفها

فينا ،وهي التي حافظت على صلتها بنا رغم غيابك.

هذا الغياب لم يمنعها من أن تتفقد أحوالنا أو أن تأتي إلينا وتؤانسنا كما لو كنت بيننا.

جدتي ..

صديقتك حالها لا تسر و لاتبشر بخير ، رأيتها وأول ما رأيت كنت، ولكأنك

تموتين مرة ثانية ، ولكأنك على فراش مرضك الأخير.

كان المكان يعبق برائحة الفراق و كل شيء يكرر ذات المشهد غير المألوف.

هي لا تستطيع الكلام بشكل جيد نسبة لإصابتها بجلطة منذ حوالي شهر

ونيف ، كما أن حجمها قل إلى النصف ولا تستطيع المشي ولا الجلوس بسبب

كسرها الحديث ، وعدا ذلك فهي بخير.

لقد تعرفت على والدتي وسألتها عن والدي وتعرفت عليَ أيضاً وقد سألتني عن

الجامعة ، وإلى هنا كان كل شيء تمام ..

ولكن ...

لما انحنيت لأقبل رأسها أمسكت بيدي تماماً مثلما فعلت أنت قبل أخذك إلى المشفى

حينها انجرت باكية لآني ما استطعت ضبط نفسي و حبس دموعي .

تمنيت لها عاجل الشفاء وتعجلت الخروج وقد قال الدمع ما عجز عنه لساني.

جدتي ..

لا أخفيك سراً أنا لست بخير لأنك لست كذلك ، فأنا أعلم كم كنت تحبينها..
ختاماً غاليتي..

عدت إلى منزلنا و في يدي ثلاث قطع من الحلوى هي محصلة زيارتي تلك

لم أتجرأ على على تناولها ولن أفعل فأنا بت أكره الحلوى منذ أن عدت إلي

جثة هامدة مع علبة حلوى!!

عذراً يالحبيبة ، واطمئني سأدعو ربي أنى يشفي صديقتك ولن أبخل عليك

بالدعاء و الرحمة ، وصدقاً أتمنى أن تتعافى صديقتك فأنا لازلت لها أحتاج.



ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق