الأحد، 20 أكتوبر 2013

# إني لأخلاق هذا لموافقة ..




من منا نحن النساء في هذا الزمن الأغبر تهتم لهكذا تفاصيل؟ من منا سألت عقلها قبل قلبها في حكمها على رجل ارادها زوجة؟

هذه قصة قرأتها و ناقشتها مع أمي الحبيبة أثارت اعجابي و تحفظات أمي وددت مشاركتها معكم :) 


يحكى أن هند بنت عتبة خطبها سهل بن عمر و أبو سفيان بن حرب , فدخل عليها أبوها وهو يقول:
    
أتاك سهيل وابن حرب وفيهما     
   رضا لك يا هند الهنود مقنع
   وما منها إلا يعاش بفضلـه      
  وما منهما إلا يضر و ينفـــع
     وما منهما إلا كريـــم مرزأ     
      وما منهما إلا أغر سميــدع *
   فدونك فاختاري فأنت بصيرة     
   ولا تخدعــي إن المخادع يخدع

    فقالت يا أبتي ما أصنع بهذا شيئاً ولكن فسر لي أمرهما وبين لي خصالهما حتى أختار لنفسي أشدهما موافقة لي فبدأ بسهيل بن عمر, فقال:
أما أحدهما – ففي ثروة من العيش , إن تابعته تبعك ,وإن ملت عنه حط إليك , تحكمن عليه في أهله وماله.
 وأما الآخر – فموسع عليه , منظور إليه في الحسب الحسيب و الرأي الأريب , مدره أرمُته*, وعز عشيرته , كثير الغيرة , شديد الظهرة  , لا ينام على ضعة ولا يرفع عصاه عن أهله .
    فقالت يا أبتي : الأول سيد مضياع للحرة , فما عست أن تلين بعد إبائها , وتضيع تحت جناحه , إذا تابعها بعلها فأشرت , و خافها أهلها فأمنت , فساء عند ذلك حالها , وقبح عند ذلك دلالها , فإن جاءت بولد أحمقت , ولإن أنجبت فعن خطأٍ أنجبت  , فاطو ذكر هذا عني و لا تسمه علي بعد .
     وأما الآخر فبعل الفتاة الخريدة * الحرة العفيفة , وإني للتي لا أريب له عشيرة فتعيره , ولا تصيره بذعر فتيضره , وإني لأخلاق هذا لموافقة فزوجنيه . فزوجها من أبي سفيان , فولدت له معاوية , وقبله يزيد .



تعالوا نعرف معاني الكلمات الصعبة :


*سميدع : سيد سخي كريم.
*أرمته: أصله و "مدره" سيد شريف مقدم في اللسان والخصومة.
*الخريدة :البكر لم تمسس و الحيية طويلة السكات خافضة الصوت.



# القصة من كتاب طبائع النساء لـ/ ابن عبد ربه


ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق