الخميس، 24 أكتوبر 2013

خلـــــــــــود

Drawn by Me 


على الرغم من محاولاتي لمحو ذلك اليوم من روزنامة أيامي الا أنه باقي حيث هو وذلك
لأنه لا مجال لأدخله ضمن قائمة أمنياتي المتواضعة فهي دونه ، و لأن كل ما أحدث به نفسي سراً يجافي المثول لواقع الجهر فيذهب مع الريح التي تعصف بما يوحيه خيالي..

ولعل هذا هو السبب الذي يدفعني لأمحو ذاك اليوم الذي يطل علي بكل تفاصيله منذ لحظة
رؤيته وتجاهلي القاء التحية عليه مروراً بـ جوليا صديقتي وسلامي عليها دونه و تفقدي لحوض الأسماك و..و.. والكثير

كان يجلس عكس مدخل المكتب لم أر وجهه الا بعد دخولي ورمي حقيبتي قربه علـى
الكرسي حبنما رفعت رأسي رأيت وجهه .

ذات الوجه المألوف ، ذات العيون، لون البشرة ، هي ذات الملامح إلا أنه كان يبدو أصغر ،
فتحت فمي ولم أغلقه لم أنبس بكلمة ..

رحبت بي جوليا أوليته ظهري و عانقتها ثم عدت وجلست أمامه ، كنت أوجه حديثاً لـ جوليا
عن السمكات الصغيرات حينما باغتني بالسؤال " هل هن لك ؟"

نفيت صلتي بالحيوانات واكتفيت بذلك لكنه عاد للسؤال " إذاً ما الذي تفعلينه هنا ؟" وضحت
له أني أؤدي ما يعرف بالخدمة الوطنية مع الدكتور رئيس قسم الحيوان بالجامعة وهذا ما تفعله
جوليا أيضا.
لم يكتفي باجابتي أراد معرفة من أكون ؟ ماذا درست ؟ أجبته تخصصت في العلوم الفيزياء
تحديداً أجابني :" ممتاز أنا أعشق الفيزياء ما الذي درستموه ؟
للحق كل المعلومات كانت قد تبخرت منذ أمد فحاولت أن أذكر بعضاً من أسماء الكورسات
كنت كلما ذكرت شيئاً عاد ليفتتح به مدخلاً للنقاش ، كان متبحراً في الفيزياء فقط بالإطلاع
الذاتي كما قال .. فاجأني ذلك و"أذلني أيضاً "

بحثت عن مخرج لحرجي من خواء ذاكرتي فلم أجد غير أن أسأله : ومن أنت ؟ كان يبدو عليه
أنه طالب حديث التخرج يلتمس درباً للنجاح العملي ولكن خانتني فراستي حين نطق و قال:
" أ.خالد أعمل متعاوناً لدى قسم نظم المعلومات جئت من أجل سيادة العميد " حينها لم أدري ماذا
أفعل ؟ تخصص في الحاسوب ونابغة في الفيزياء !
لم أكن في هذه الخانة من قبل لم يستطع أحد أن يسلبني قوتي ونبوغي وسعة معلوماتي كما فعل
دوماً كنت أُشْعِر من يتحدث معي بضآلة علمه ومعرفته فيتراجع مخذولاً مهزوماً وينقطع خيط
الحديث معه .

استأذن ليمضي الى شأنه ويتركني أتجرع مرارة انهزامي أمامه فقط بهذه البساطة كما دخل
خرج، عاد بعد بضع دقائق مودعاً وأخذت منه موثقاً أن يطلعني على بعض مذكراته.

يقبع هذا "الخالد" في مكان ما من ذاكرتي الغائبة يختبئ في داخل تفاصيل ساعات يوم الأربعاء
،عبثاً حاولت و لا زلت أحاول ازالة معادلات التفاعل بيني وبينه ولكنه لا يزال باقٍ " خالد " كما
هو رافضاً كل محاولات فرضي غيابه قسراً.



ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق